معنى قوله تعالى: (ولا تنابزوا بالألقاب)
قال تعالى: ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: ١١].
النبز بالألقاب: أن تنبز أخاك المسلم بلقب يكرهه، كأن تقول له: القصير، أو تقول له: الأعمى، أو تقول له: الأعرج، أو تقول له: البليد، أو أي لقب مما يكرهه، وهو مما حرم الله تعالى.
إلا إذا كان اللقب قد غلب حتى صار علماً، فهنا لا يكون قصد قائله العيب ولا الغمز، وقد نقل من ذلك لقب الأعرج، والأعمش، ونحوهما، فشهروا بالألقاب، بحيث لو قلت في الأعرج: عبد الرحمن بن هرمز فإنه لا يكاد يعرف إلا عند المحدثين.
وهناك ألقاب كثيرة غير مقبولة، والقليل منها تجده مقبولاً يحبه صاحبه ولا يتأذى من اللقب، فالألقاب الفاضلة فعلها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقد لقب أبا بكر بـ الصديق، ولقب عمر بـ الفاروق، وعثمان بـ ذي النورين، ولقب خالداً بسيف الله، ولقب أبا عبيدة بأمين هذه الأمة، وهذا لم يمنعه الشارع، وإنما منع الألفاظ التي هي للعيب وللمز وللتحقير والتصغير.


الصفحة التالية
Icon