تفسير قوله تعالى: (قال موعدكم يوم الزينة)
قال تعالى: ﴿قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ [طه: ٥٩].
أراد موسى أن يكون اليوم يوم السحر في نظرهم، ويوم المعجزات في نظر نبي الله موسى ونبي الله هارون.
ويوم الزينة هو يوم عيدهم الذي يتزينون فيه ويكونون عاطلين عن العمل ليحضر جميعهم، ولا يتأخر أحد عن حضور ذلك اليوم ليرى من سيفلح غالباً ومن سيخزى مغلوباً.
وقد قال ابن عباس: كان اليوم يوم عاشوراء، أي: اليوم العاشر من محرم.
وقد ثبت في الصحيح: أن يوم الغلبة كان هذا اليوم، وثبت في الصحيحين أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما ذهب للمدينة مهاجراً وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم: لم ذلك؟ قالوا: ذاك يوم نصر الله فيه موسى على فرعون.
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (أنا أحق منكم بموسى)، فصامه وندب الناس إلى صيامه.
وفي السنة التي سيموت فيها عليه الصلاة والسلام أراد مخالفة اليهود الذين يصومون اليوم العاشر فقال: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر) فأصبحت السنة صيام يوم عاشوراء مع صوم اليوم التاسع قبله مخالفة بذلك لليهود في ذلك العصر، وأما بعد ذلك فلا يعرف لليهود صوم في يوم عاشوراء.
وانفرد المسلمون بصيام هذا اليوم، إذ هو يوم أعز الله فيه الحق وهزم الباطل وخذله، فكان صيامه رمزاً لنصرة الحق ورمزاً لهزيمة الباطل.
قوله: ﴿وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ [طه: ٥٩].
أي: وأن يحشر الناس ويجمعوا، بأن يجمعهم فرعون ويحشدهم ويكتلهم ضحىً، أي: عند طلوع النهار وبعد إشراق الشمس بزمن لتصح الرؤية، ولا يكون ليلاً، ولا تكون عتمة ولا ظلمة فتضيع على الناس الرؤية ويتيهون فلا يدرون هل انتصر نبيا الله الأكرمان موسى وهارون أم السحرة المشعوذون مع ساحرهم الأكبر المشعوذ فرعون؟