تفسير قوله تعالى: (خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملاً)
قال تعالى: ﴿مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً﴾ [طه: ١٠٠ - ١٠١]: أي: هذا الذي يأتي كافراً به، مكذباً بما فيه يأتي يوم القيامة وهو يحمل الأوزار والآثام خالداً في ذلك، وهي ذنوب أهل الشرك والكفر في جهنم أبداً سرمداً.
فمن لم يؤمن بالقرآن فقد كفر، ومن لم يؤمن بمحمد نبياً ورسولاً فقد كفر، ومن لم يعمل بما جاء في كتاب الله على أنه وحي الله فقد كفر، فهو يأتي يوم القيامة مثقلاً بالذنوب والآثام، ويكون بذلك خالداً في جهنم، خالداً في وزره، خالداً في ذنوبه وآثامه، وما ذاك إلا خلود في جهنم أبداً سرمداً إلى حيث لا نهاية.
﴿خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا﴾ [طه: ١٠١]: أي: ساء ما يحملونه من ذنب يوم القيامة عندما يأتون، فإنها أثقال تحمل الأوزار وتحمل الذنوب والمعاصي وتقود حاملها إلى النار وإلى السوء.
يا سوءتاه ويا ما كثرة السوء من حمل ذلك! يأتي سيئ العقيدة، يأتي سيئ الحظ، يأتي بالسوء بدخوله جهنم وهو يحمل أثقالاً وأوزراً وآثاماً.