تفسير قوله تعالى: (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين)
قال ربنا: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ﴾ [الأنبياء: ١٦].
أي: يظنون أننا خلقنا هذه السموات العلى، وهذه الأرضين السفلى وما بينهما لعباً ولهواً؟ ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦].
وهؤلاء أرادوا أن يزيلوا الحكمة من الخلق، ويعتبروننا لاعبين بهذا الخلق لاهين، وهيهات هيهات ما أصغر عقولهم! وأبعدها عن الوعي والحكمة، فليس الأمر كذلك.
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ﴾ [الأنبياء: ١٦]، لم يكن ذلك لعباً، ومعاذ الله! لم يخلق سماءً ولا أرضاً وما بين السماء والأرض من الأفلاك والمجرات مما لا يعلم حقيقته ويحصيه إلا الله، لم يخلق ذلك عبثاً، وبعد ذلك النار لأهل النار من الجاحدين والظالمين، والجنة لأهل الجنة من المؤمنين الصادقين.


الصفحة التالية
Icon