تفسير قوله تعالى: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)
ثم قال تعالى: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٣].
والله جل جلاله لا يسأل: لِم خلقت زيداً صغيراً، وأخذته كبيراً؟ لِمَ أخذت عمراً صغيراً وتركت غيره؟ لِمَ أفقرت؟ لِمَ أغنيت؟ لِم ملكت؟ ذاك أمر الله، وتلك إرادة الله، لا يسأل جل جلاله عن فعله وعمله، فهو الخالق المدبر الرازق، يصنع ما يشاء كيف يشاء، ولا يسأل عما يفعل، ونحن الذين نسأل، من ربنا؟ من نبينا؟ ما ديننا؟ هل قمنا بكل ذلك؟ نحن الذين نسأل من الله جل جلاله، ومن ملائكة القبر، وملائكة الحساب، وملائكة العرض على الله، عندما يدخل الميت قبره فيسأل: من ربك؟ من نبيك؟ فنسأل عن كل جليلة وصغيرة، وعن كل عمل قدمناه، تلك صفة المخلوق، والأولى صفة الخالق، هو الذي لا يسأل عما يفعل.
وهذا لا يمنع المؤمن أن يسأل عن الحكمة في الأشياء والخلق، أما لِمَ؟ فلا يسأل هذا مسلم، وإذا سأله الكافر فذاك من عناده وإصراره على الكفر والجحود.


الصفحة التالية
Icon