تفسير قوله تعالى: (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)
قال تعالى: ﴿لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٧].
يقول عن هؤلاء الملائكة الذين اتخذوا شركاء لله وأولاداً فيما زعم هؤلاء الأفاكون: إنهم لا يسبقون الله بالقول، ولا يفعلون إلا ما أمروا، فلا يعصون الله قولاً، ولا يعصونه عملاً، بل هم: ﴿عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٦]، ﴿لا يَسْبِقُونَهُ﴾ [الأنبياء: ٢٧] أي: لا يسبقون الله: ﴿بِالْقَوْلِ﴾ [الأنبياء: ٢٧] ولا يسبقونه بالعمل ﴿وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٧].
فهم بأمر الله يعملون، فمنهم ملائكة الموت، ومنهم ملائكة المطر، ومنهم ملائكة الرزق، ومنهم ملائكة النار، ومنهم ملائكة الجنة، ومنهم ملائكة التكوين، كل أولئك لا يقولون إلا ما أمرهم الله بقوله، ولا يعملون إلا ما أمرهم الله بعمله، فهم عباد لله مخلوقون له، تحت القهر والمشيئة.
فالله منفرد بالقدرة وبالوحدانية والألوهية، وكل ما عداه مما علا أو سفل في السماوات والأرض إلا عباد لله تحت سلطانه وقهره: ﴿لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٧].