تفسير قوله تعالى: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار)
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [الحج: ١٤].
هذه الآية الكريمة جاءت رحمة وبشرى، وجاءت عظة وعبرة لمن يريد أن يتوب ويئوب من المشركين أو المنافقين أو الهازلين في حياتهم الذين بلا دين، وكل سواء.
يذكر الله بأن الذين آمنوا بالله رباً، وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً، وبالكعبة قبلة، وبالمؤمنين إخوة، هؤلاء يؤمنون بذلك، ويصدق ما في جنانهم ما قاله لسانهم، ويعملون الصالحات والأركان الخمسة: من الشهادتين، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وفعل الخيرات كل حسب طاقته وحسب قدرته، وأما المنكرات فيتركونها البتة.
فقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾ [الحج: ١٤] أي: يجازيهم يوم القيامة ويكافئهم جزاءً وفاقاً لدينهم وإيمانهم وتوحيدهم وعبادتهم للإله الحق بدخولهم الجنات التي تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبد الآبدين ودهر الداهرين.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [الحج: ١٤] والله جل جلاله لا يكره على عمل، بل يفعل ما يشاء، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ومع هذا ألزم نفسه جل جلاله وأوجب عليها ألا يخلد مؤمناً في النار، وألا يدخل كافراً الجنة، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨].