تفسير قوله تعالى: (الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون)
قال تعالى: ﴿اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [الحج: ٦٩].
أي: ما دمتم لم تقبلوا رسالتي، ولا نذارتي ولا بشارتي، ولا بما أتيت به عن الله من الآيات البينات والمعجزات الواضحات، والأدلة الفاضحات، فسأدعكم لربكم، فالله يوم القيامة يحكم بيني وبينكم، فهناك ستردون فتعلمون أنكم على ضلال وباطل، وأن الحق قد جاءكم فأبيتم قبوله، وجادلتم فيه، وهكذا سأدعكم لأنفسكم منذراً مهدداً إلى أن يحاسبكم الله، وإلى أن يعاقبكم، وهو عليكم أقدر وبكم جل جلاله أعلم وأعرف.
﴿اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [الحج: ٦٩].
فإن أبوا إلا الجدال والمنازعة فدعهم وما اختاروا لأنفسهم، وقم بواجبك من الجهاد بالسيف، والجهاد باللسان، وعاملهم بما أمرت به من ربك، فمن أبى إلا الإصرار على ما هو عليه من جحود وكفر فدعه إلى أن يحاسبه ربه يوم الحياة الثانية؛ يوم البعثة والنشور.


الصفحة التالية
Icon