تفسير قوله تعالى: (لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون)
فقال الله لهم: ﴿لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٥].
وهذا يعم الدنيا والآخرة، ((لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ)) بعد أن كفرتم وبعد أن أشركتم وبعد أن حاربتم الله ورسوله، فلم تطيعوا كتاباً، ولم تطيعوا نبياً، ولم تستجيبوا لدعاتكم ولا لعلمائكم، ولم تشفقوا على فقير أو مسكين فتعطوه حقه وتعطوه نواله وتؤدون له ما أمركم الله بأدائه.
فلا تصيحوا ولا تستغيثوا، فلا مغيث ولا صارخ، ((لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ)) أي: ليس لكم نصير دوننا، ولا يملك أحد من الخلق ملك أو جن أو إنس أن يغيثكم من عذاب الله، فذلك جزاء كفرهم وشركهم وعصيانهم.
((لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ)) أقرب ما يكون المعنى أن هذا يكون في الآخرة.