تفسير قوله تعالى: (قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون)
﴿قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٤].
(قال إن لبثتم) أي: ما لبثتم إلا قليلاً، وهذا كما فهموا ولم يكن ذلك يوماً أو بعض يوم، ولكنه بانقضائه وبذهابه صار كأنه ساعة وكأن الإنسان يحلم وتظهر له الخيالات حتى إذا صحا وجد نفسه في المنام قد كبر وشاخ وتزوج وولد له وغير ذلك، وهو لم ينم إلا دقائق، فكان كل هذا المنظر الطويل في دقائق وهكذا الحياة، ولكن من جعلها للخير ربحها وكان الفائز، ومن خسرها كان الخائب وكان الضائع وكان المنبوذ والمطروح في جهنم.
﴿قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٤] أي: لو كنتم في دنياكم تعلمون ذلك وتعملون من أجله لما وقعتم فيما وقعتم فيه الآن من نار وعذاب ولعنة وغضب.