تفسير قوله تعالى: (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين)
﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ﴾ [المؤمنون: ١٠٦].
فأخذوا يعترفون ولكن هيهات، فهذا الاعتراف لم يفدهم وهم في سكرات الموت وهم يحتضرون، وما كان ليفيدهم وما كان لينجيهم وهم الآن في قعر جهنم، فعندما قيل لهم ذلك وكوشفوا به طمعوا: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ﴾ [المؤمنون: ١٠٦]، فقد غلب عليهم شقاؤهم وبؤسهم وجحودهم، وشدة كفرهم وتكذيبهم، أي: كانوا أشقياء غير سعداء، ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ﴾ [المؤمنون: ١٠٦] أي: ضلوا الطريق وابتعدوا عن الهدى، وابتعدوا عن سبيل المؤمنين، وابتعدوا عن الطريق الحق: كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وسبيل المسلمين، ومن يتولى غير سبيل المؤمنين نوله ما تولاه ونصله جهنم.