فِي نَارِ جَهَنَّمَ) حملا على يوقد عليها. وفي قوله تعالى: (مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ). والجاري على ألسنتهم: ظفرت به وأظفرني اللَّه به، ولكن جاء محمولا على أظهركم عليهم. أ. هـ. والظاهر من كلام السهيلي أنه أراد بالحمل معنى التضمين ليس غير.
المطلب الثاني: الغرض من التضمين للتضمين غرض هو الإيجاز وقرينة هي تعدية الفعل بالحرف وهو يتعدى بنفسه، أو تعديته بنفسه وهو يتعدى بالحرف، أو تعديته بغير حرفه المعتاد، أو يتعدى لمفعول واحد عداه لمفعولين، أو يتعدى لمفعولين عداه لواحد، أو لازم عداه، أو متعد جعله لازما. وكثرة وروده في الكلام المنثور والمنظوم تدل على أنه أصبح من الطرق المفتوحة في وجه كل ناطق بالعربية متى حافظ على شروطه. فإن لم نرَ بين الفعلين العلاقة التي يُعتد بها فيما ذكرت، كان التضمين باطلا، فإذا وجدت العلاقة ولم يلاحظها المتكلم، فاستعمل فعل أذاع متعديا بحرف الباء، ظناً منه أنه يتعدى به، لم يكن كلامه من باب التضمين بل كان كلامه غير صحيح.
الكلام المشتمل على فعل عُدِي بحرف وهو يتعدى بنفسه، أو عُدِي بحرف وهو يتعدى بغيره، يأتي على وجهين: الوجه الأول: ألا يكون هناك فعل يناسب الفعل المنطوق به حتى تخرج الجملة علئ طريقة التضمين. ومثل هذا نصفه بالخطأ. الوجه الثاني: أن يكون هناك فعل ملحوظ يصح أن يقصد المتكلم بمعناه مع معنى الفعل الملفوظ، وبه يستقيم النظم إن صدر عن من شأنه العلم بوضع الألفاظ العربية، ومعرفة طرق استعمالها، فيحمل على وجه