قَالَ تَعَالَى: (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا) وقال: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ).
والأخذ واسع إهابه فحين تعدى بالباء في الأعراف (بأحسنها) ضمنه الطبري معنى العمل وجعل أبو حيان الباء زائدة أي يأخذوا أحسنها وهنا تعدى بالباء (بذنبه) فضمنه أبو حيان والجمل معنى العقوبة وكلا عاقبناه بذنبه.
قال الطبري: يعملوا بأحسن ما يجدون فيها. عن ابن عباس: (بأحسنها) أكان من خصالهم ترك بعض ما فيها من الحسن؟ قيل: لا، ولكن كان فيها أمر ونهي فأمرهم أن يعملوا بما أمرهم بعمله ويتركوا ما نهاهم عنه، فالعمل بالمأمور به أحسن من العمل بالمنهي عنه.
وذكر أبو حيان: قوله بأحسنها ظاهره أنه أفعل التفضيل وفيها الحسن والأحسن كالقصاص والعفو، والانتصار والصبر. وقيل: أحسنها الفرائض وحسنها المباح. ويحتمل أن تكون الباء زائدة أي يأخذوا أحسنها، كقوله:
* سود المحاجر لا يقرأن بالسور *
والوجه الأول أحسن، وقال الآلوسي: بأحسنها أي أحسنها فالباء زائدة، كما في قوله:
* سود المحاجر لا يقرأن بالسور *
ويحتمل أن تكون الباء أصلية وهو الظاهر، وحينئذٍ فهي إما متعلقة بـ (يأخذوا) بتضمينه معنى (يعملوا) أو هو من الأخذ بمعنى السيرة: سار سيرتهم وتخلق بخلائقهم، وإمَّا متعلقة بمحذوف وقع حالاً.