فللسياق دوره وللقرائن شأنها، وتحليل النص في موقف ما أو وسط من الأوساط: اجتماعيا كان أو تاريخيا أو نفسيا أو سياسيا... فإنه يتجاوز الرؤية العرفية إلى كشف البصمات وتحديد المعالم، ولكل رؤية منهجها وفلسفتها، وتمزيق هذه الرؤية أو فصلها سيؤدي إلى تشتتها، وبالتالي سيكون له مظاهر سلبية على الثقافة.
فعلى الباحث أن يجتهد في التحري عن خفايا الفعل وأسراره ضمن النظرة الكلية، والرؤية الشمولية، ليصل إلى الفهم الأكمل والأشمل، ليصل إلى المعنى الدلالي الذي اكتسبه من المقام المنظوم فيه، وهذا لا يخضع لتعليل ولا قاعدة، لأنه عرفي يغلب عليه طابع الاجتهاد، طابع الملاحظة والتأمل الذاتي، (فضرب) معناه المعجمي: لطم، أما معناه الدلالي بعد انتظامه في التركيب فتضمن معنى:
ضرب الفحل: شال بذنبه، وضرب الجرح: اشتد وجعه.
وسعى: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ).
وضرب الدهر بيننا فرَّقنا.
وفرض: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ).
وحجر: ضرب القاضي على يده.
ومثل: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ).
وأضرب عن الأمر: عَزَف عنه.
وأضرب في بيته: لم يبرح.


الصفحة التالية
Icon