قَالَ تَعَالَى: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (١).
ذكر الزمخشري وجوها منها:
- الباء في (به) صلة سل كقوله: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) أو سأل به: اعتنى به.
- أو صلة (خبيرا). فسل رجلا خبيرا به وبرحمته. أو فسل بسؤاله خبيرا.
- أو تجعله حالا عن الهاء فسل عنه عالما بكل شيء.
وفي الجمل: به متعلق بـ خبيرا وقدم عليه لرعاية الفاصلة القرآنية.
وقال الملياني الأحمدي: خبر بالشيء: علمه بحقيقته وكنهه. وقال البطليوسي: إنما جاز استعمال الباء مكان عن بعد السؤال لأن السؤال عن الشيء إنما يكون عن عناية به واهتبال بأمره، فلمّا كان السؤال بمعنى العناية والاهتبال، عُدِّي بما يُعديان به. وأما قوله تعالى: (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) فإنه يحتمل تأويلين: أحدهما: أن يكون فاسأل عنه العلماء ذوي الخبر من خلقه، والثاني: أن يريد فاسأل بسؤالك إياه خبيرا، أي إذا سألته فقد سألت خبيرا عالما، كما تقول: لقيت بزيد الأسد أي لقيت الأسد بلقائي إياه، فالمسؤول في هذا الوجه هو اللَّه عز وجل، والباء على وجهها، والمسؤول في الوجه الأول غير اللَّه تعالى، والباء بمعنى عن. والقول الثاني عندي أجود وإن كان الأول غير بعيد. أ. هـ.