أما جعل الباء بمعنى عن، أو تضمين السؤال معنى التفتيش أو الاعتناء المتعدي بالباء، أو (به) صلة (الخبير) قُدمت، أو تجعله حالاً عن الهاء أو... أو... فأرجو السلامة من التورّط فيه، إذ كيف أسال عن الخالق أحداً من المخلوقين مهما بلغ به العلم؟!.
إنه التضمين بألفاظه الجَزلة البادنة، فهي حبالى تستكمل حملها | حتى تلد على يد طبيب صناع. |
* * *
قَالَ تَعَالَى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (٣)).
السؤال: استدعاء معرفة، أو ما يؤدي إليها.
وسأل يتعدى بنفسه قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا). ويتعدى بـ عن قَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ) ويتعدى بـ (إلى) وقد تعدى هنا بالباء فلا بد من حمل المعنى على التضمين، وتضمين الباء معنى (عن) قال به مجموعة من المفسرين ولا شيء وراءه. وذهب الزمخشري إلى تضمين (سأل) معنى (دعا) فعُدي تعديته، كأنه قيل: دعا داعٍ بعذاب واقع من قولك: دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه ومنه قوله تعالى: (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ