تسبيحٍ من وراء التضمين تصرح بغرضه. وكثير يضعف عن احتماله لِخفائه ولطفه.
رُبَّ طَرف مصرح... عن ضميرٍ بما هَجَس
* * *
قَالَ تَعَالَى: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) قال الزمخشري ومثله الرازي والجمل: تسابقا إلى الباب، على حذف الجار وإيصال الفعل كقوله تعالى: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ) أو على تضمين استقبا معنى ابتدرا.
وقال أبو حيان: وأصل (استبق) أن يتعدى بـ (إلى) فحذفت اتساعا.
أقول: لعل تضمين استبقا الباب معنى (قصداه ويمماه) والمتعدي بنفسه. يجمع المعنيين: التسابق مع اليمِّ والقصد.
ويبقى للتضمين مزية الكشف عن رصيد المعنى، فقَصْدُه البَاب مسرعا ليسبقها إنما كان لخروجه فائزا بنفسه. وتيممها الباب تسُابقه لإحكام إغلاقه، والفوزِ بحاجتها منه.
صاحب الحاجة أعمى... لا يرى إلا قضاها
ولو قلنا بالحذف والإيصال لأجدب المعنى وجفَّ ماءُ بشاشته، فما كلُّ


الصفحة التالية
Icon