ويتألق إشعاعا. لطائف لا يحصرها عدد من وراء التضمين: لفظ يرتدي ثوبَ لفظٍ حين نتقصى فيه النظر بشاهده ودليله، أو بتأويله وتفسيره.
فلو أن ركبا يمَّموك لقادهم | نسيمك حتى يستدل بك الركبُ |
قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) (١).
قال أبو حيان والزمخشري والجمل والزجاج: (نفسه) تمييز عند الكوفيين أو شبه مفعول به أو مفعول به، لأن سفه يتعدى بنفسه أو ضُمن معنى (جهل) أو على إسقاط حرف الجر والصحيح أن (سفِه) على الكسر يتعدى بنفسه كما حكاه المبرد وثعلب، وأما على الضم (سفُه) فلازم.
وذكر العز: ضمن (سفه) معنى (جهل) وذكر الزمخشري: وقيل: انتصاب النفس على التمييز نحو غبن رأيه وألم رأسه. وقيل معناه سفه في نفسه فحذف الجار كقولهم: زيد ظني مقيم. أي في ظني مقيم والوجه هو الأول.
وذكر أبو حيان: وانتصاب نفسه على أنه تمييز على قول بعض الكوفيين وهو الفراء، أو مشبه بالمفعول على قول بعضهم أو مفعول به، إما لكونه سفه يتعدى بنفسه كسفه المضعّف، وإما لكونه ضُمن معنى ما يتعدى، أي (جهل) وهو قول الزجاج وابن جني، أو (أهلك) وهو قول أبي عبيدة، أو على إسقاط حرف الجر وهو قول بعض البصريين، أو توكيد لمؤكد محذوف تقديره: سفه قوله نفسه حكاه مكي، أما التمييز فلا يجيزه البصريون لأنه معرفة وشرط التمييز