قَال تعالى: (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (١).
قال الزركشي: يصغون. وذكر السيوطي والعاملي: وعدي السماع بـ إلى لتضمنه معنى الإصغاء. وقال الزمخشري: فرق بين سمعت فلانا يتحدث وسمعت إليه يتحدث وسمعت حديثه، قلت: المتعدي بنفسه يفيد الإدراك، والمتعدي بـ (إلى) يفيد الإصغاء مع الإدراك، وقال أبو حيان: والمتعدي بـ (إلى) ضمن: لا ينتهون بالسمع إلى الملأ.
وقال أبو السعود: لا يتطلبون السماع والإصغاء إليه. وقال البروسوي: التسمع وتعديته بـ (إلى) لتضمنه معنى الإصغاء، وقال الرازي: أصل يسمعون: يتسمعون، تقول العرب تسمعت إلى فلان، وسمعت فلانا، ولا يقولون سمعت إلى فلان.
أقول: تناثرُ الكواكب في السماء أجمل مشهد تقع العين عليه، ولا تمل من طول النظر إليه، جاء جمال التكوين مع كمال الوظيفة، فلهذه الكواكب وظيفة أخرى، وأن منها شهبا ترجم الشياطين، تذودهم عن الارتقاء إلى الملأ الأعلى، ولئن خطف شيطان مارد خطفةً مما يدور في الملأ الأعلى تبعه شهاب فأحرقه.
أجل... لم ينف ربنا السمع عنهم بإزالته (جربت البعير: أزلت جربه) (يسمعون: يزيل سمعهم) بل أثبت عجزهم عنه رغم محاولتهم له (إِلَّا مَنْ خَطِفَ) وذلك بقوله (وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ)، تقذفهم الشهب