الظروف: (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)؟! فالتسوية هنا عائدة على النشأة (مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) وقد تضمنت معنى (الجعل والتصيير) فتعدت إلى مفعولين.
ونصب (رجلا) على الحال جائز، وليس بالوجه، إنما الوجه تضمين سوَّى معنى صير المتعدي لمفعولين، فالتضمين جمع المعنيين: تسوية اللَّه إياه بالقدر والكيفية على ما اقتضت حكمته فيما يصان عن الإفراط والتفريط، وتصييره رجلا ولا كالرجال.
وهكذا فاز التضمين بالحسنيين: فالوصية به والعمل عليه.
جمع الخلتين حُسناً وقدْرا | إن هذا من فعل من يتمرَّى |
قَالَ تَعَالَى: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) (٢).
وقال: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) (٣).
قال العز والجمل والعكبري والزركشي وأبو حيان: الباء دالة على الإلصاق أو ضمن يشرب معنى يروى فعدي بالباء، وقيل: الباء زائدة. قال السيوطي: الباء للتبعيض) (مِنْ) أي يشرب منها. قال عنتره:
* شربت بماء الدحرضين فأصبحت *
أي من ماء. وقال الزركشي: وتأتي الباء زائدة مع المفعول كقوله: