به إلا في العبادة والمحبة دون أوصاف الكمال ونعوت الجمال والجلال أ. هـ.. وقال الرازي: الإشراك: وضع المعبودية في غير اللَّه ولا يجوز أن يكون غيره معبوداً أصلاً.
أقول: يعرض لقمان حقيقة التوحيد بأسلوب وعظي. إنها نصيحة والد لولده فيها العطف ومعها الحنان بعيدة عن سوء الظن، مُبرأة من الشُبه، وعلى لسان من أوتي الحكمة وفصل الخطاب.
نعم (لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) بالجملة الفعلية ويعقل نهيه: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) بالجملة الإسمية مؤكدة بمؤكدين: (إن) و (اللام) فتضمن الشرك هنا معنى التسوية والمتعدية بالباء. والتسوية بين من لا نعمة إلا هي منه، وبين من لا نعمة منه ألبتَّةَ، لظلم عظيم.
وفي قوله تعالى: (أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا) ضمن لا تشرك معنى لا تعدل. والعدل التسوية أيضاً يتعدى بالباء كما مر. وفعل أشرك يتعدى بـ في كما ذكر معجم الأفعال المتعدية بحرف: أشركه في الأمر: أدخله معه فيه (وشَرِكه أفصح).
* * *