معنى الضم، وأن إضافة رجس جديد إلى رجس قديم وإسناده إليه استحواذ للنفاق والمرض على قلوبهم وتحكمه فيهم لانطفاء نور الفطرة في أفئدتهم:
* قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *
وهكذا يجمع التضمين إلى معنى الزيادة ضيافة يستضيف بها رجسا إلى رجسهم ليكون أجفى في الطبع وأذهب في القُبح وأفحش في النظر.
والفرق بين اللفظين الزيادة والإضافة ملحظه دقيق فالزيادة ما زاد عن الحد، فالمؤمنون بلغوا حدا رفيعا من الإيمان فجاء نزول هذه الآيات مَعْلاةً لهم ليزيدهم حبا وكرامة ورفعة فهم يستبشرون. وأما المنافقون فلا حد لنفاقهم وأمراض قلوبهم فأضافهم نزول هذه الآيات إلى أمراضهم مرضا استجد فيهم لم يكن فيمن سبقهم وإلى نفاقهم نفاقا لا يكاد يُحاط به لِتَناشُره وانبثاثه. دل عليه السؤال المريب: (أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا) تفوح منه روائح عفنة من القلوب المريضة كشفها لنا علام الغيوب.
* * *
قَالَ تَعَالَى: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (٢).
ذكر الزمخشري: ليزدادون عند نزول القرآن لحسدهم، تماديا في الجحد وكفرا بآيات الله. وجعل الجمل: (طغيانا) المفعول الثاني.
وفسّرها الآلوسي بقوله: أي ليزيدنهم طغيانا على طغيانهم وكفرا على


الصفحة التالية
Icon