كفرهم وقال: (كثيرا) مفعوله الأول و (طغيانا) مفعوله الثاني.
وقال أبو حيان: إقامتهم على الكفر زيادة منهم في الكفر، ثم نقل عن مقاتل قوله: وليزيدن بني النضير ما أنزل من ربك من أمر الرجم والدماء طغيانا وكفرا.
وقال ابن جني: ومدّ النهر ومددته، قال اللَّه عز وجل: (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) وسرحت الماشية وسرحتها، وزاد الشيء وزدته، وخسف المكان وخسفه الله، ودلع لسانه ودلعته..... فهذا كله شاذ على القياس وإن كان مضطردا في الاستعمال، إلا أن له عندي وجها لأجله جاز؛ وهو أن كل فاعل غير القديم سبحانه، فإنما الفعل منه شيء أعيره وأعطيه وأقدر عليه، فهو وإن كان فاعلا فإنه لما كان مُعانا مُقدرا صار كان فعله لغيره (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) إن الفعل لله وإن العبد مكتسبه لأنه قد كان فاعله في وقت فعله إياه إنما هو مُشاء إليه أو مُعان عليه.
أقول: قل يا أهل... النداء مقصود به مواجهة أهل الكتاب بحقيقة ما هم عليه. إن إقامة التوراة والإنجيل مقتضاها الأول الدخول في الإسلام، واللَّه يعلم أن مواجهتهم بهذه الحقيقة ستزيدهم عنادا وطغيانا وكفرا ولكن لا بد من ذلك وما داموا معاندين ومصرين على الكفر فاللَّه يفضحهم: لستم على شيء ويخاطب رسوله ألا يأس عليهم لأنهم هلكى لا يُقيمون كتابهم - الإنجيل والتوراة - فالتضمين جعل الفعل (زاد) والمتعدي لمفعول واحد متعديا لمفعولين. وهذا من باب الحكمة في معاملة الطغاة، فالجزاء من جنس