سعد وأنس بن مالك وغيرهم في حديث المتلاعين خبر عن قصة واحدة لاتفاق من فكر منهم نزول الآية، على أن الآية نزلت نميما رواه من قصة المتلاعنين، ونزولها يكون مرة واحدة لاتفاقهم على أنه رماها وهي حامل، وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن جاءت به على نعت كذا فهو كذا، وقلَّ ما يتفق جميع ذلك في قصتين مختلفتين إلا أن عكرمة خالف القاسم بن محمد عن ابن عبَّاسٍ ثم سهلاً وابن عمر في تسميته القاذف بهلال بن أُمية.
وخالف هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أنس سهلاً وابن عمر، ثم رواية القاسم عن ابن عبَّاسٍ فيها.
وإذا صرنا إلى الترجيح فرواة حديث ابن عمر وسهل بن سعد أحفظ وأوثق ومع روايتهم روايةُ القاسم بن محمد عن ابن عبَّاسٍ التي جمع فيها بين تسميته الرامي والمرمي به فالاعتماد على روايتهم في اسم القاذف.
وعلى رواية عكرمة وهشام بن حسان في اسم المرمي به.
ثم على رواية القاسم بن محمد عن ابن عبَّاسٍ في اسمهما جميعًا، وقول الشافعي في الإملاء صحيح على ما ذكرناه واللَّه أعلم) اهـ بتصرف.
وقال ابن العربي: (السابعة وهو عويمر وقد روى ما قدمنا هلال بن أمية قال الناس هو وهم من هشام بن حسان، وعليه دار الحديث لابن عبَّاسٍ بذلك وحديث أنس وقد رواه القاسم عن ابن عبَّاسٍ كما رواه الناس فيهن فيه الصواب) اهـ.
وقال القاضي عياض: (جاء في هذه الأحاديث هلال بن أمية وهو خطأ، والصحيح أنه عويمر) اهـ.
وقال القرطبي: ((قوله: أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان) هو - والله أعلم - عويمر العجلاني المتقدم الذكر) اهـ
وقال في موضع آخر: (وقوله في هلال بن أُمية إنه كان أول من لاعنَ في


الصفحة التالية
Icon