وقد اختلف النحاة في «عسى» على ثلاثة اقوال:
الاول: ذهب جمهور نحاة البصرة الى ان «عسى» فعل يدل على الرجاء، في جميع الاحوال، سواء اتصل بها ضمير رفع، او ضمير نصب، او لم يتصل بها واحد منهما.
وهو يرفع المبتدأ وينصب الخبر (١).
والثاني: ذهب كل من «ابي العباس احمد بن يحيى ثعلب» ت ٢٩١ هـ «وابي بكر محمد بن السري، المعروف بابن السراج» ت ٣١٦ هـ وهما من الكوفيين الى ان «عسى» حرف يدل على الرجاء، في جميع الاحوال، مثل «لعل» يعمل عمل «ان» ينصب الاسم ويرفع الخبر (٢).
والثالث: ذهب «سيبويه» (٣). ت ١٨٠ هـ الى انها حرف ان اتصل بها ضمير نصب، مثل قول «صخر بن الحضرمي»

فقلت عساها نار كأس وعلّها تشكّي فآتي نحوها فأعودها
وفعل فيما عدا ذلك، اي اذا لم يتصل بها ضمير نصب (٤).
وقرر النحويون ان الراجح في خبر» عسى ان يكون فعلا مضارعا يكثر اقترانه «بأن» مثل قوله تعالى: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ (٥).
ويقل تجريد خبرها من «ان» مثل قول «هدبة من خشرم العذري»:
_________
(١) انظر: هامش شرح ابن عقيل على الألفية ح ١ ص ٣٢٣.
(٢) انظر: مغني اللبيب ص ٢٠١.
(٣) هو: عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه «ومعنى سيبويه بالفارسية رائحة التفاح» «أبو بشر» أديب نحوي، أخذ النحو، والأدب عن «الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب البصري، وأبي الخطاب الأخفش، وعيسى بن عمر» كان حجة ومتوقد الذكاء، من آثاره «كتاب سيبويه في النحو» توفي عام ١٨٠ هـ ٧٩٦ م: انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح ٨ ص ١٠.
(٤) انظر: مغني اللبيب ص ٢٠١.
(٥) سورة المائدة الآية ٥٢.


الصفحة التالية
Icon