ولقد أدخلت هذه الفرق على حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث المكذوبة على النبي صلّى الله عليه وسلم، مما جعل المسلمين المخلصين، وبخاصة العلماء الأتقياء يعملون فكرهم، وأقلامهم لتنقية سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم من كل دخيل عليها.
اما «القرآن الكريم» - فنحمد الله تعالى- حيث لم يستطع أحد من اعداء هذا الدين ان يبدل اي نص من نصوصه، او يدخل عليه وسلم اي تحريف او تغيير، بالرغم من حرصهم على ذلك، ولكنهم ما استطاعوا لذلك سبيلا.
الحديث الأول:
عن ابن شهاب ت ١٢٤ هـ (١) رضي الله عنه قال: «حدثني عبيد الله بن عبد الله» ت ٩٨ هـ (٢) ان «عبد الله بن عباس» ت ٦٨ هـ (٣) رضي الله عنهما حدثه ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: اقرأني «جبريل» عليه وسلم السّلام على حرف واحد فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني، حتى انتهى الى سبعة أحرف» أهـ (٤)
_________
(١) ابن شهاب هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، أبو بكر الزهري، أول من دون في الحديث، وأحد الفقهاء والأعلام بالمدينة المنورة ت ١٢٤ هـ انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ج ١ ص ٥٧١ ط القاهرة وتذكرة الحفاظ للذهبي ج ١ ص ١٠٢ وغاية النهاية لابن الجزري ج ٢ ص ٢٦٢ وتهذيب التهذيب لابن حجر ج ٩ ص ٤٤٥.
(٢) هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهلالي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة، وأحد العلماء التابعين على خلاف ت ٩٨ هـ.
انظر: وفيات الأعيان ج ١ ص ٢٤١، وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٧٤.
(٣) هو: عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلم الصحابي الجليل ت ٦٨ هـ.
انظر: الاصابة ج ٢ ص ٣٣٠.
(٤) رواه البخاري ج ٦ ص ١٠٠ ومسلم ج ٢ ص ٢٠٢.
انظر في هذا: المرشد الوجيز لأبي شامة ت ٦٦٥ هـ ص ٧٧ ط بيروت ١٣٩٥ هـ.