«عدوا» من قوله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ (١).
قرأ «يعقوب» «عدوا» بضم العين، والدال، وتشديد الواو، مثل «علوا» على وزن «فعول» فادغمت الواو المدية في الواو التي هي لام الكلمة.
وقرأ الباقون «عدوا» بفتح العين، واسكان الدال، وتخفيف الواو، على وزن «فعل» (٢).
والقراءتان لغتان في المصدر بمعنى واحد، وهو: الاعتداء بغير علم.
قال «الراغب» في مادة «عدا»: العدو التجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب فيقال له العداوة، والمعاداة، وتارة بالمشي فيقال له العدو، وتارة
في الاخلال بالعدالة في المعاملة فيقال له العدوان والعدو، قال تعالى:
فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ اهـ (٣).
وقال «الزبيدى»: «عدا عليه» «عدوا» بفتح العين، وسكون الدال، «وعدوا» بضم العين، والدال، «وعداء» بفتح العين، والدال، «كسحاب» «وعدوانا» بضم العين، وكسرها مع اسكان الدال: ظلمه ظلما جاوز فيه القدر» اهـ (٤).
قال «الطبري» ت ٣١٠ هـ:
حدثنا «محمد بن الحسين»، قال: ثنا «احمد بن المفضل»، قال: ثنا «اسباط» عن «السدي» ت ١٢٧ هـ (٥).
_________
(١) سورة الأنعام الآية ١٠٨.
(٢) قال ابن الجزري: والحضرمي عدو عدوا كعلوا فاعلم.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٥٨.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٢٠.
(٣) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ٣٢٦.
(٤) انظر: تاج العروس مادة «عدو» ج ١٠ ص ٢٣٥.
(٥) هو: اسماعيل بن عبد الرحمن السدي- بتشديد السين المضمومة، وتشديد الدال المكسورة، الكبير القرشي «أبو محمد» سكن الكوفة، من علماء التفسير، وله مصنف في التفسير، توفي عام ١٢٧ هـ ٧٤٥ م: انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج ٢ ص ٢٧٦.


الصفحة التالية
Icon