في تفسير قوله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ.
قال: لما حضر «أبا طالب» الموت، قالت قريش: انطلقوا بنا، فلندخل على هذا الرجل فلنأمره ان ينهى عنا ابن اخيه، فانا نستحي ان نقتله بعد موته، فتقول العرب: كان يمنعه، فلما مات قتلوه، فانطلق «ابو سفيان، وابو جهل، والنضر بن الحرث، وامية، وابي ابنا خلف، وعقبة بن ابي معيط، وعمرو بن العاص، والاسود بن البختري» (١)، وبعثوا رجلا منهم يقال له «المطلب» قالوا: استأذن على «ابي طالب» فأتى أبا طالب فقال:
هؤلاء مشيخة قومك، يريدون الدخول عليك، فأذن لهم، فدخلوا عليه،
فقالوا: يا أبا طالب انت كبيرنا، وسيدنا، وان «محمدا» قد آذانا، وآذى آلهتنا، فنحب ان تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا، ولندعه والهه، فدعاه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له «ابو طالب» هؤلاء قومك، وبنو عمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تريدون؟.
قالوا نريد ان تدعنا وآلهتنا، وندعك وإلهك، قال له «ابو طالب»: قد انصفك قومك فاقبل منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم ان اعطيتكم هذا هل انتم معطي كلمة ان
تكلمتم بها ملكتم العرب، ودانت لكم بها العجم بالخراج»؟
قال «ابو جهل»: نعم وابيك لنعطينكها وعشر امثالها- فما هي؟
قال: قولوا: «لا اله الا الله».
فأبوا، واشمأزوا، قال «ابو طالب» يا ابن اخي قل غيرها، فان قومك قد فزعوا منها.
قال: «يا عم ما انا بالذي اقول غيرها حتى يأتوا بالشمس فيضعوها في يدي، ولو اتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها» إرادة ان يؤيسهم، فغضبوا وقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا، او لنشتمك، ولنشتمن من يأمرك.
_________
(١) البختري: بفتح الباء، وبالخاء المعجمة، وبالياء المشددة.