«واليسع» من قوله تعالى: وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً (١) ومن قوله تعالى: وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ (٢) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «واليسع» في السورتين بلام مشددة مفتوحة، وبعدها ياء ساكنة، وذلك على ان اصله «ليسع» على وزن ضيغم، وهو اسم اعجمي علم على نبي من الانبياء عليهم الصلاة والسلام، وهو معرفة بدون اللام، فقدر تنكيره ثم دخلت عليه «ال» اي الالف واللام للتعريف ثم أدغمت اللام في اللام، وقلنا بتقدير تنكيره لان الاعلام لا يصح دخول الالف واللام عليها، اذ لا يتعرف الاسم من وجهين.
وقيل: ان الالف واللام زائدتان وليستا للتعريف (٣).
وقرأ الباقون «واليسع» بلام ساكنة خفيفة، وبعدها ياء مفتوحة، على ان اصله «يسع» على وزن «يضع» ثم دخلت عليه الالف واللام كما دخلت على «يزيد» كما في قول «ابن ميادة» وهو: الرماح بن ابرد بن ثوبان يمدح «الوليد بن يزيد».
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا... شديدا بأعباء الخلافة كاهله قال النحويون: دخول الالف واللام على «يزيد» يحتمل امرين:
الاول: ان تكون للتعريف ويكون ذلك على تقدير ان الشاعر قبل ان يدخل «آل» قدر في «يزيد» التنكير فصار شائعا شيوع «رجل» ونحوه من النكرات.
والثاني: ان تكون «ال» زيدت فيه للضرورة (٤).
_________
(١) سورة الأنعام الآية ٨٦.
(٢) سورة ص الآية ٤٨.
(٣) قال ابن الجزري: والليسعا شدد وحرك سكنن معا شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٥٦٠.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٣٨.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢١٦، ج ٢ ص ١٨٢.
(٤) انظر: شرح قطر الندى ص ٥٣ وما بعدها.