فالكبير: هو ان يتحرك الحرفان معا المدغم، والمدغم فيه نحو الراءين في قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ (١).
والصغير: هو ان يكون المدغم ساكنا، والمدغم فيه متحركا، نحو
التاءين في قوله تعالى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ (٢). وسمي الاول كبيرا لكثرة العمل فيه: وهو تسكين الحرف اولا ثم ادغامه ثانيا.
وسمي الثاني صغيرا لقلة العمل فيه، وهو الادغام فقط.
كما ان الادغام ينقسم الى كامل، وناقص:
فالكامل: هو ان يذهب الحرف وصفته، مثل ادغام النون الساكنة في الراء في نحو قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (٣).
والناقص: هو ان يذهب الحرف، وتبقى صفته، مثل ادغام النون الساكنة في الياء، نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ (٤).
على قراءة الجمهور:
مما تقدم تبين ان وجه الاظهار الاصل، لانه لا يحتاج الى سبب. وهو الاكثر في الحروف.
ووجه الادغام إرادة التخفيف: ولا يكون الا بسبب.
وبما ان الادغام ظاهرة صوتية تحدث بسبب تأثر الاصوات المتجاورة بعضها ببعض، وكثيرا ما يحدث ذلك في البيئات البدائية حيث السرعة في النطق ببعض الكلمات، ومزج بعضها ببعض فلا يعطى الحرف حقه الصوتي من تجويد في النطق به.
ونحن اذا ما علمنا ان البيئة «العراقية» قد نزح اليها العديد من القبائل التي هي اقرب الى البداوة مما عاشوا في البيئة الحجازية امكننا ان
_________
(١) سورة البقرة الآية ١٨٥.
(٢) سورة البقرة الآية ١٦.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٦.
(٤) سورة البقرة الآية ٨.