الرابع: الحمل على النقيض: مثل حمل «لا» النافية للجنس، على «ان» في العمل لأنها مثلها في إفادة التوكيد، غير أن «لا» لتوكيد النفي، «وان» لتوكيد الاثبات، فهي ضدها، والشيء قد يحمل على ضده كما يحمل على نظيره، لأن الضد أقرب حضورا في البال عند ذكر ضده (١)
بعد ذلك انتقل الى الحديث عن «الحمل» على «الغيبة» فأقول:
لقد تتبعت القراءات القرآنية، واقتبست منها الأساليب التي تدل على الحمل على «الغيبة» وتفاصيل ذلك فيما يلي:
«لا تعبدون» من قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ (٢).
فقد قرأ «ابن كثير، وحمزة، والكسائي» «لا يعبدون» بياء الغيب (٣) حملا على السياق الذي قبله في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ «تعملون» من قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٤) فقد قرأ «نافع، وابن كثير، وشعبة، ويعقوب، وخلف العاشر» «يعملون» بياء الغيب (٥).
حملا على الغيبة في قوله تعالى قبل: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ.
_________
(١) انظر: شرح ابن الناظم على الألفية ص ٧٠.
(٢) سورة البقرة آية ٨٣.
(٣) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤٠٩.
والتيسير في القراءات السبع ص ٧٤. وحجة القراءات لابن زنجلة ص ١٠٢.
(٤) سورة البقرة آية ٨٥.
(٥) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤١١.
والمستنير في تخريج القراءات ج ١ ص ٢٩. وتقريب النشر ص ٩٣.