تَطْهِيراً (١).
وقال «الزبيدي» في التاج مادة «ذهب»: «ذهب به: أزاله كاذهبه غيره، واذهبه به، قال «أبو اسحاق» وهو قليل... الى ان قال:
«وقال بعض ائمة اللغة، والصرف»: ان عدي الذهاب الياء فمعناه الإذهاب، أو بعلى فمعناه النسيان، أو بعن فالترك، أو بالى فالترك، وقد أورد «أبو العباس ثعلب» ذهب، وأذهب في الفصيح وصحح التفرقة» أهـ (٢).
«والأرحام» من قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ (٣)! قرأ «حمزة» «والأرحام» بخفض الميم، عطفا على الضمير المقرون في «به».
قال «مكي بن أبي طالب»: «وهو قبيح عند البصريين، قليل في الاستعمال، بعيد في القياس، لأن المضمر في «به» عوض عن التنوين، ولأن المضمر المخفوض لا ينفصل عن الحرف، ولا يقع بعد حرف العطف، ولأن المعطوف والمعطوف عليه شريكان يحسن في أحدهما ما يحسن في الآخر، ويقبح في أحدهما ما يقبح في الآخر، فكما لا يجوز:
واتقوا الله الذي تساءلون بالأرحام، فكذلك لا يحسن: تساءلون به والأرحام، فإن أعدت الخافض حسن» أهـ (٤).
ولقد عجبت من كلام «مكي بن أبي طالب» وهو القارئ اللغوي أشد العجب، كيف لا يرد على البصريين كلامهم، اذا الواجب أن يكون ما جاء به «القرآن الكريم» هو الصواب، لا القواعد التي قعدها علماء البصرة.
كما يجب أن تكون القراءات القرآنية من المراجع الأصلية التي تبنى عليها القواعد النحوية.
_________
(١) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ١٨١. سورة الأحزاب آية ٣٣
(٢) انظر: تاج العروس شرح القاموس ح ١ ص ٢٥٧.
(٣) سورة النساء آية ١.
(٤) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٣٧٥.