«وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه» الى هنا، كان سيئه وهو: ما نهيتم عنه خاصة مكروها.
وذكر «مكروها» على لفظ «كل».
وقرأ الباقون «سيئة» بفتح الهمزة، وبعدها تاء تأنيث منصوبة منونة، على التوحيد، خبر «كان» وأنث حملا على معنى «كل» واسمها ضمير يعود على «كل» واسم الاشارة: «ذلك» عائد على ما ذكر من النواهي السابقة، و «عند ربك» متعلق «بمكروها» و «مكروها»
خبر بعد خبر، وقال «مكروها» ولم يقل «مكرهة» لأنه عائد على لفظ «كل».
والمعنى: كل ما سبق من النواهي المتقدمة كان سيئة مكروها عند ربك (١).
«الحق» من قوله تعالى: هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ (٢).
قرأ «أبو عمر، والكسائي» «الحق» برفع القاف، على أنه صفة «الولاية» لأن ولاية الله سبحانه وتعالى لا يشوبها نقص، ولا ضلال.
ويجوز أن يكون «الحق» خبرا لمبتدإ محذوف، أي هو الحق. أو مبتدأ، والخبر محذوف والتقدير: «الحق ذلك» أي ما قلناه.
وقرأ الباقون «الحق» بخفض القاف، على أنه صفة للفظ الجلالة «لله» والحق مصدر وصف به كما وصف بالعدل، والسلام، وهما مصدران، والمعنى: والحق، وذو العدل، وذو السلام.
ويقوّي كونه صفة لله عز وجل قوله تعالى: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ. (٣) [الأنعام ٦٢]
_________
(١) قال ابن الجزري:
ضم ذكر... سيئة ولا تنون كم كفى.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٥٢. والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٤٦. والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣٨٣.
(٢) سورة الكهف آية ٤٤.
(٣) قال ابن الجزري: ورفع خفض الحق رم حط انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٦٢. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٦٣ والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٤٠١.