«لتحصنكم» من قوله تعالى: لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ (١).
قرأ «ابن عامر، وحفص، وأبو جعفر» «لتحصنكم» بالتاء على التأنيث، على أنه مضارع مسند الى ضمير الصنعة المفهوم من قوله تعالى: وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ وهي مؤنثة.
أو الى ضمير «اللبوس» وأنث الفعل لتأويل اللبوس بالدروع، وهي مؤنثة تأنيثا مجازيا.
واسناد الفعل الى الصنعة، أو اللبوس اسناد مجازي من اسناد الفعل الى سببه.
وقرأ «شعبة، ورويس» «لنحصنكم» بالنون، على أن الفعل مسند الى ضمير العظمة، مناسبة لقوله تعالى: وَعَلَّمْناهُ وهو اسناد حقيقي، لأن الفاعل الله تعالى.
وقرأ الباقون «ليحصنكم» بالياء من تحت، على أن الفعل مسند
الى ضمير «اللبوس» وهو اسناد مجازي، من اسناد الفعل الى سببه (٢).
«ينال، يناله» من قوله تعالى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ (٣).
قرأ «يعقوب» «تنال تناله» بتاء التأنيث فيهما.
وقرأ الباقون بياء التذكير فيهما، وجاز تأنيث الفعل وتذكيره لأن الفاعل جمع تكسير (٤).
_________
(١) سورة الانبياء آية ٨٠.
(٢) قال ابن الجزري: يحصن نون صف غنا أنث علن كفؤا ثنا النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٩٢. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١١٢. والمهذب في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٨.
(٣) سورة الحج آية ٣٧.
(٤) قال ابن الجزري: كلا ينال ظن أنث.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٩٩. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٤٩.


الصفحة التالية
Icon