وما يتعلق به المجرور، وقدّره الكوفيون:
بدأت، فموضعه عندهم نصب، ورجح الأول ببقاء أحد (١) جزأي الإسناد، وهو الخبر.
والثاني بأنّ الأصل في العمل للفعل.
وقدّر الزمخشري (٢): أقرأ أو أتلوا مؤخّرا، أي: بسم الله اقرأ أو اتلو،.....
لأنّ (٣) الذي يجيء بعد التسمية مقروء (٤) والتقديم عنده يوجب الاختصاص، وردّ بمنع أنّ التقديم يوجب الاختصاص، فقد (٥) نصّ سيبويه (٦) على أنّ التقديم (٤ أ) للاهتمام والعناية، فقال: (كأنّهم يقدّمون الذي بيانه (٧) أهمّ لهم، وهم ببيانه أعنى، وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم)، قلت: هذا موضع قد تكرّر منع الشيخ فيه للزمخشري، وقد استدلّ عليه بكلام سيبويه، فأمّا المنع فجوابه ما نقل من كلام العرب (٨):
إيّاك أعني واسمعي يا جاره.
وهذا ظاهر في الحصر، لأنّ المفهوم منه أنّه لا يعني غيره ولم يستفد هذا إلّا من التقديم، والمنع في مثل هذا مكابرة. وبما حكي عن الأصمعيّ (٩) أنّه مرّ ببعض أحياء العرب فشتمت رفيقه امرأة ولم يتعيّن الشتم له دون الأصمعي، ثمّ التفت إليها رفيقه فقالت: إيّاك أعني، فقال للأصمعي: انظر كيف حصرت الشتم فيّ.
_________
(١) ساقطة من د.
(٢) الكشاف ١/ ٢٦. والزمخشري، محمود بن عمر، ت ٥٣٨ هـ (إنباه الرواة ٣/ ٢٦٥، طبقات المفسرين للداودي ٢/ ٣١٤).
(٣) د: إلّا أنّ.
(٤) د: مقدر.
(٥) د: وقد.
(٦) الكتاب ١/ ١٥.
(٧) د: شأنه.
(٨) جمهرة الأمثال ١/ ٢٩.
(٩) عبد الملك بن قريب، ت ٢١٦ هـ. (مراتب النحويين ٤٦، غاية النهاية ١/ ٤٧٠).