ابن ذكوان أمال من الأفعال المذكورة جاء وشاء حيث كان وأمال فَزادَهُمُ اللَّهُ [البقرة: ١٠]، بلا خلاف وهو الأول من البقرة وأمال ما بقي في القرآن من لفظ زاد بخلاف عنه كيف أتى نحو فَزادَهُمْ إِيماناً [آل عمران: ١٧٣]، وزاده وزادكم وزادوهم وشبه ذلك وهذا معنى قوله: فزادهم الأولى وفي الغير خلفه. وقل صحبة بل ران. أخبر أن المشار إليهم بصحبة وهم حمزة والكسائي وشعبة أمالوا بَلْ رانَ [المطففين: ١٤]، ثم قال واصحب معدلا أي اصحب مشهودا له بالعدالة.
وفي ألفات قبل را طرف أتت | بكسر أمل تدعى حميدا وتقبلا |
كابصارهم والدّار ثمّ الحمار مع | حمارك والكفّار واقتس لتنضلا |
الأمثلة لام الكلمة وذلك مناسب لقول الداني كل ألف بعدها راء مجرورة وهي لام الفعل واحترز الناظم بقوله: را طرف عن مثل نمارق والحواريين وعبارة الداني منتقضة به ولما أتى بالأمثلة قال واقتس لتنضلا أي اقتس على هذه الأمثلة مشابهها لتغلب يقال ناضلهم يناضلهم إذا راماهم فغلبهم في الرمي:
ومع كافرين الكافرين بيائه | وهار روى مرو بخلف صد حلا |
بدار وجبّارين والجار تمّموا | وورش جميع الباب كان مقلّلا |
وهذان عنه باختلاف ومعه في ال | بوار وفي القهّار حمزة قلّلا |
أخبر أن المشار إليه بالتاء في قوله: تمموا وهو الدوري عن الكسائي أمال قَوْماً جَبَّارِينَ [المائدة: ٢٢] بالمائدة بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ [الشعراء: ١٣٠] بالشعراء وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى [النساء: ٣٦] وَالْجارِ الْجُنُبِ [النساء: ٣٦] الموضعين بالنساء، وقوله: وورش جميع الباب كان مقللا. أخبر أن جميع الباب كان ورش يقلله أي يقلل فتحته أي يقرؤه بين اللفظين فأراد بجميع الباب ما ذكره من قوله: وفي ألفات إلى هذا الموضع وهو ما وقعت فيه الألف قبل الراء المكسورة المتطرفة وبالكافرين وكافرين وهار وجبارين والجار.