يدخل فيما سكن بعد اللام المذكور في ولامها فبين أن يمل ليس منه لأن يمل كلمة مستقلة فليست حرفا لتحمل على أخواتها ونبه أيضا على أن الرواية التي جاءت عن قالون من طريق الحلواني في إسكانه متروكة فإنها مخالفة لما رواه جميع أصحاب قالون فلهذا قال انجلى أي انكشف.

وفي فأزلّ اللّام خفّف لحمزة وزد ألفا من قبله فتكمّلا
أمر بتخفيف اللام من فأزلهما الشيطان عنها لحمزة وبزيادة ألف قبل اللام لأنه لا يكمل مع تخفيف اللام إلا بزيادة ألف ولذلك قال فتكملا وتعين للباقين تثقيل اللام من غير ألف والضمير في قبله يعود على اللام وليست الفاء في فتكملا برمز فإنه صرح باسم القارئ لما سمح له النظم.
وآدم فارفع ناصبا كلماته بكسر وللمكيّ عكس تحوّلا
أمر أن يقرأ لكل القراء غير ابن كثير فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ [البقرة: ٣٧]، برفع آدم ونصب كلمات بالكسر.
يعني أن إشمام كسر القاف الضم خاص بلفظ قيل إذا كان فعلا ماضيا مبنيا للمجهول، وبهذا على قاعدة الجمع المؤنث السالم لأن علامة النصب فيه الكسر ثم أخبر أن المكي وهو عبد الله بن كثير عكس ذلك وعكسه نصب آدم ورفع كلمات، ومعنى التحول: الانتقال.
ويقبل الأولى أنّثوا دون حاجز وعدنا جميعا دون ما ألف حلا
أخبر أن المشار إليهما بالدال والحاء في قوله دون حاجز وهما ابن كثير وأبو عمرو قرآ ولا تقبل منها شفاعة بالتاء المثناة فوق للتأنيث وقيد كلمة الخلاف بقوله الأولى احترازا من قوله تعالى: وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ [البقرة: ١٢٣]، لأن الفعل هناك مسند إلى مذكر وهو عدل فلا يجوز فيه إلا التذكير ومعنى دون حاجز الحجز المنع أي دون مانع من التأنيث لأن الشفاعة مؤنثة وتعين للباقين القراءة بالياء المثناة من تحت للتذكير. ثم أخبر أن المشار إليه بالحاء من حلا وهو أبو عمرو وقرأ وعدنا دون ألف أي بغير ألف بين الواو والعين وقوله جميعا أي في جميع القرآن في قصة موسى فقط وهو ثلاث مواضع وإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [البقرة: ٥١]، هنا وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً [الأعراف: ١٤٢]، وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ [طه: ٨٠]، فإن قيل ظاهر كلامه العموم فيها وفي غيرها. قيل لا نسلم ذلك لأنه لما ذكرها في قصة موسى قضى بالتقييد واقعا في القصة فلا يؤخذ في غيرها ولا يرد عليه أفمن وعدناه وعدا ونحوه. وقوله دون ما ألف تقييد ليس فيه رمز وتعين للباقين القراءة بإثبات الألف.
وإسكان بارئكم ويأمركم له ويأمرهم أيضا وتأمرهم تلا
وينصركم أيضا ويشعركم وكم جليل عن الدّوريّ مختلس جلا
الهاء في له عائد عن أبي عمرو والمتقدم الذكر في قوله حلا في البيت السابق يعني أن إسكان الكلم الستّ المذكورة في البيتين لأبي عمرو ويريد إسكان الهمزة من بارئكم في الموضعين وإسكان الراء فيما بقي حيث وقع وجملته اثنا عشر موضعا وهو يَنْصُرْكُمُ [آل عمران: ١٦٠]، والملك ويأمركم ويأمرهم وتأمرهم تسعة مواضع أربعة مواضع بالبقرة وموضعان بآل عمران وموضع بالنساء وموضع بالأعراف وموضع بالطور ويشعركم بالأنعام ثم أخبر أن كثيرا ممن يوصف بالجلالة من العراقيين روي عن الدوري الاختلاس وهي الرواية الجيدة المختارة وكيفية الاختلاس أن تأتي بثلثي الحركة فحصل للدوري وجهان:
الاختلاس والإسكان وللسوسي الإسكان فقط وللباقين إتمام الحركة. فإن قيل يقتضي أن تكون قراءة الباقين بالفتح


الصفحة التالية
Icon