للباقين القراءة بالمد في السورتين والقصر من باب المجيء بمعنى فعلتم والمد من باب الإعطاء بمعنى أعطيتم وقوله ليس إلا مبجلا ما فيه رمز لأنه بعد الواو الفاصلة. والمبجل: الموقر.

معا قدر حرّك من صحاب وحيث يضمّ تمسّوهنّ وامدده شلشلا
أمر بتحريك الدال من كلمتي قدر معا أي في الموضعين للمشار إليهم بالميم وصحاب في قوله من صحاب وهم ابن ذكوان وحفص وحمزة والكسائي قرءوا على الموسع قدره وعلى المقتر قدره بفتح داليهما فتعين للباقين إسكانهما لأن التحريك المطلق يحمل على الفتح وضده الإسكان على ما تقرر وقوله وحيث جا يضم تمسوهن أي حيث جاء لفظ تمسوهن وهو في القرآن في ثلاثة مواضع موضعان في هذه السورة وموضع في الأحزاب يعني أن المشار إليهما بالشين من شلشلا وهما حمزة والكسائي قرآ
تمسوهن حيث جاء بضم التاء والمد وأراد بالمد إثبات الألف بعد الميم فتعين للباقين القراءة بفتح التاء لأنه ضد الضم والقصر، وهو حذف الألف.
وصيّة ارفع صفو حرميّه رضى ويبصط عنهم غير قنبل اعتلا
وبالسّين باقيهم وفي الخلق بصطة وقل فيهما الوجهان قولا موصّلا
أمر برفع ويذرون أزواجا وصية للمشار إليهم بالصاد والراء وحرمي الواقع بينهما في قوله: صفو حرميه رضا، وهم شعبة ونافع وابن كثير والكسائي فتعين للباقين القراءة بالنصب ثم قال ويبصط عنهم أي عن المذكورين وهم شعبة ونافع وابن كثير والكسائي إلا قنبلا قرءوا والله يقبض ويبصط بالصاد على حسب ما لفظ به ثم أخبر أن الباقين قرءوا بالسين وهم قنبل وأبو عمرو وابن عامر وحفص وحمزة ثم قال وفي الخلق بصطة. أخبر أن اختلافهم في وزادكم في الخلق بصطة بالأعراف كاختلافهم في ويبصط بالبقرة فشعبة ونافع والكسائي والبزي قرءوا بالصاد كما نطق به والباقون قرءوا بالسين ثم قال وقل فيهما أي في يقبض
ويبصط بالبقرة وفي الخلق بسطة بالأعراف الوجهان أي القراءة بالصاد والسين في كل من الموضعين للمشار إليهما بقاف قولا وميم موصلا وهما خلاد وابن ذكوان وقوله موصلا أي منقولا إلينا وقيد بسطة الذي بالأعراف بقوله في الخلق احترازا من قوله تعالى: وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ [البقرة: ٢٤٧]، فإن السبعة قرءوها بالسين من طريق القصيد لأنها رسمت في جميع المصاحف بالسين.
يضاعفه ارفع في الحديد وهاهنا سما شكره والعين في الكلّ ثقّلا
كما دار واقصر مع مضعّفة وقل عسيتم بكسر السّين حيث أتى أنجلا
أمر برفع فيضاعفه له وله أجر بالحديد وفيضاعفه له أضعافا هاهنا يعني في البقرة للمشار إليهم بسما وبالشين في قوله سما شكره وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي فتعين لابن عامر وعاصم القراءة بنصب الفاء لأن النصب ضد الرفع ثم أخبر أن المشار إليهما بالكاف والدال في قوله كما دار وهما ابن عامر وابن كثير قرآ بتشديد العين وحذف الألف في كل مضارع يضاعف بني للفاعل أو المفعول عرى عن الضمير أو اتصل به فبأي إعراب كان واسم المفعول نحو وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ [البقرة: ٢٦١]، ويُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا [هود: ٢٠]، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها [النساء:
٤٠]، ويُضاعِفْهُ لَكُمْ [الحديد: ١١]، وأَضْعافاً مُضاعَفَةً [آل عمران: ١٣٠]، وأراد بالقصر حذف الألف فتعين للباقين المد وهو إثبات الألف وتخفيف العين فصار


الصفحة التالية
Icon