على ثمان كلمات جعلها رموزا وهن: «صحبة صحاب عم سما حق نفر حرمي حصن». ثم شرع في بيان مدلول تلك الكلمات فقال: وقل فيهما مع شعبة صحبة الضمير في «فيهما» عائد على حمزة والكسائي، أي قل في الكسائي وحمزة مع شعبة هذه الكلمة وهي صحبة، فجعل صحبة علما دالا على هؤلاء، يعني أن حمزة والكسائي إذا اتفق معهما شعبة على قراءة، عبر عنهم بلفظ صحبة كقوله: وصحبة يصرف، فصحبة رمز لهم.
وتارة يرمز لهم بالحرف كقوله: «وموص ثقله صح شلشلا»، فالصاد لشعبة، والشين لحمزة والكسائي. قوله: تلا أي تبع الرمز الكلمي الرمز الحرفي.
ثم شرع في الكلمة الثانية وهي صحاب فقال: صحاب هما مع حفصهم، أخبر أنه جعلها رمزا لحمزة والكسائي وحفص، إذا اجتمعوا على قراءة، رمز لهم بصحاب كقوله:
وقل زكريا، دون همز جميعه صحاب الضمير في قوله: هما يعود إلى حمزة والكسائي ومراده حفص عاصم.
الكلمة الثالثة عم جعلها رمزا لنافع وابن عامر، فقال عم نافع وشام.
الكلمة الرابعة: سما جعلها رمزا لنافع، وأبي عمرو وابن كثير، فقال: سما في نافع وفتى العلا. ومكّ.
الكلمة الخامسة: حق جعلها رمزا لابن كثير وأبي عمرو فقال: ومك وحق وابن العلاء قل.
الكلمة السادسة: نفر جعلها رمزا لابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر فقال: وقل فيهما واليحصبي نفر حلا. ثم ذكر باقي الكلمات فقال:

وحرميّ المكّيّ فيه ونافع وحصن عن الكوفي ونافعهم علا
الكلمة السابعة: حرمي جعلها رمزا لابن كثير ونافع.
الكلمة الثامنة: حصن جعلها رمزا لنافع والكوفيين، وهم: عاصم وحمزة والكسائي.
قوله: حرمي بكسر الحاء وسكون الراء وتشديد الياء، لغة في الحرم. وقوله: علا أي: ظهر.
المراد وهذه الثمان كلمات تارة يأتي بها بصورتها، وتارة يضيف بعضها إلى ضمير كقوله:
«صحابهم وحقك يوم لا مع الكسر عمه».
ومهما أتت من قبل أو بعد كلمة فكن عند شرطي واقض بالواو فيصلا
أي: ومهما أتت كلمة أولها رمز من قبل كلمة من الكلمات الثمان، التي وضعتها رمزا تارة استعملها مجردة عن الرمز الحرفي، وتارة يجتمعان فإذا اجتمعا لم ألتزم ترتيبا بينهما، فتارة يتقدم الكلمي على الحرفي نحو وعم فتى، وتارة يتقدم الحرفي على الكلمي نحو نعم عم، وتارة يتوسط الكلمي بين حرفين نحو صفو حرميه رضى، ومدلول كل واحد من الحرفي والكلمي بحاله لا يتغير بالاجتماع، فهذا معنى قوله: فكن عند شرطي، أي: على ما شرطته واصطلحت عليه قوله: واقض بالواو فيصلا، أي احكم بعد ذلك بالواو فاصلا على القاعدة المتقدمة.
وما كان ذا ضدّ فإني بضدّه غنيّ فزاحم بالذّكاء لتفضلا
انتقل إلى بيان اصطلاحه في عبارات وجوه القراءات فقال: كل وجه له ضد واحد سواء كان عقليا أو اصطلاحيا، فإني أستغني بذكر أحد الضدين عن الآخر لدلالته عليه، فيكون من سمى يقرأ بما ذكره، ومن لم يسم يقرأ بضد ما ذكره. قوله: فزاحم بالذكاء أي:
زاحم العلماء بذكائك، أي بسرعة فهمك لتفضلا أي لتغلب في الفضل.
واعلم أن الأضداد المذكورة تنقسم قسمين: أحدهما: ما يعلم من جهة العقل.
والثاني ما يعلم من جهة اصطلاحه، ثم هي تنقسم قسمين آخرين منها ما يطرد وينعكس، أي كل


الصفحة التالية
Icon