في الإمام، أي في مصحف الشام في وبالزبر وحده وقال مكي في الهداية لم يرسم الثاني بالباء أصلا، قال الداني رواية أبي الدرداء أثبت. قلت: وإلى هذا الاختلاف أشار بقوله واكشف الرسم مجملا أي قائلا جميلا. وقيل إنما اعتمد ابن عامر على النقل والرواية لا رسمه. والوفاق اتفاق.

صفا حقّ غيب يكتمون يبيّن ن لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
أخبر أن المشار إليهم بالصاد وبحق في قوله صفا حق وهم شعبة وابن كثير وأبو عمرو قرءوا ليبيننه للناس ولا يكتمونه بياء الغيب فيهما فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب، ثم أخبر أن المشار إليهم بالكاف من كيف وبسما وهم ابن عامر ونافع وابن كثير وأبو عمرو قرءوا لا يحسبن الذين يفرحون بياء الغيب فتعين للباقين القراءة
بتاء الخطاب.
وحقّا بضمّ فلا يحسبنّهم وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
أخبر أن المشار إليهما بقوله: وحقا وهما ابن كثير وأبو عمرو قرآ فلا يحسبنهم بمفازة بضم الباء وبالغيب فتعين للباقين القراءة بفتح الباء وبتاء الخطاب. وقوله: وفيه العطف أو جاء مبدلا توجيه قراءة ابن كثير وأبي عمرو فذكر لهما وجهين: إما العطف على الفعل الأول أو البدل.
هنا قاتلوا أخّر شفاء وبعد في براءة أخّر يقتلون شمردلا
أمر بتأخير قاتلوا هنا أي في هذه السورة للمشار إليهما بالشين من شفاء وهما حمزة والكسائي قرآ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي [آل عمران: ١٩٥]، وقتلوا وقاتلوا بتأخير الممدود وتقديم المقصور فتعين للباقين أن يقرءوا وقاتلوا وقتلوا بتقديم الممدود على المقصور. ثم أمر بتأخير يقتلون في سورة براءة للمشار إليهما بالشين من شمردلا وهما حمزة والكسائي قرآ أيضا فيقتلون ويقتلون بتقديم المفعول على الفاعل أي بفتح التاء بعد القاف في الأول وضمها في الثاني. وقرأ الباقون بتقديم الفاعل على المفعول أي بضم التاء بعد القاف في الأول وفتحها في الثاني وقوله وبعد في براءة أي بعد قاتلوا في هذه السورة يعني ومثله يقتلون في سورة براءة. والشمردل: الكريم.
ويا آتها وجهي وإنّي كلاهما ومنّي واجعل لي وأنصاري الملا
أخبر أن فيها ست ياءات إضافة: (وجهي الله) [آل عمران: ٢٠]، وإني كلاهما إِنِّي أُعِيذُها [آل عمران: ٣٦] وأَنِّي أَخْلُقُ [آل عمران: ٤٩] ومِنِّي إِنَّكَ واجْعَلْ لِي آيَةً [مريم: ١٠] وأَنْصارِي إِلَى اللَّهِ [آل عمران: ٥٢]، وقوله الملأ بكسر الميم جمع مليء: السعة والغنى.


الصفحة التالية
Icon