وسيأتي الكلام على معناهما في الفاتحة.
وينبغى أن يضمر القاريءُ في نفسه معانى ما جاءَت البسملة من أجله، كالقراءَة، والتبرك، والاستعانة ونحوها...
٢ - ﴿الْحَمْدُ للهِ﴾:
الحمد: هو الثناءُ على الجميل الذي يصدر عن المحمود باختياره، من نعمة أو غيرها.
أما الشكر فهو مقابلة النعمة بالثناءِ على صاحبها بالقول، أو مقابلة نعمته بعمل يدل على
الاعتراف بها: كآداب الجوارح، أو الشعور القلبى بفضل صاحبها. ولذلك يقول الشاعر:
أفادتكم النعماءُ مني ثلاثة | يدي ولساني والضمير المحجبا |
قال - ﷺ - "الحمد رأْس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده" (١) وأل في الحمد للاستغراق، والمعنى: جميل الحامد لله تعالى.
ولفظ الجلالة (الله) يشعر باستحقاقه تعالى وحده للحمد، كما يشعر به لفظ ﴿رَبِّ﴾ في قوله:
﴿رَبِّ الْعاَلمينَ﴾: أي أنه تعالى مستحق للحمد؛ لألوهيته ولأنه رب العالمين، أى منشئهم ومبلغهم إلى كمالاتهم اللائقة بهم، وحافظهم حتى ينتهوا إلى غاياتهم.
وكلمة: ﴿الْعاَلَمِينَ﴾ جمع عالَم، وهو ما سوى الله من جميع المخلوقات، فيشمل العاقل وغيره من الأجناس.
وحكمة بدء الفاتحة بالحمد لله، الإِشارة إلى حصول النعم الإلهية التي أحاط الله بها عباده، وأن المصلي يحمده تعالى على ذلك.
٣ - ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمَ﴾:
أصل الرحمة في اللغة: رقة القلب وانعطافه بالشفقة. وهذا المعنى ينطبق على المخلوقات فإطلاقه على الله تعالى، إنما يكون باعتبار لازمه الذي يليق به تعالى، وهو التفضل والإحسان.
(١) رواه الطبرانى وعبد الرزاق والبيهقى عن ابن عمرو، والحديث حسن، ورواه الديلمى بسند رجاله ثقات.