ولو أنه صرف قواه الفكرية والحية إلى معرفة الحق لكشف الله عنه هذا الظلام، ولهدا. إلى الحق المبين.
﴿وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ﴾:
جملة مستأنفة لاتدخل في حكم الختم السابق.
والغشاوة: هي الغطاء. والجملة: كناية عن عدم انتفاعهم بالاَيات الكونية المرئية.
وبذلك اجتمع على الكفار عمى البصيرة، الق هي نور القلوب، وعمى البصر الذى هو نور الابصار، وانسداد السمع.
﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾:
ويشمل ما أعد للكافرين من عذاب الآخرة الدائم، وما يصيبهم في الدنيا على أيدى المؤمنين من الأسر والقتل. والعظيم ضد الحقير، كما أَن الكبير ضد الصغير.
وقد وصف العذاب بلفظ (عظيم) منكرا، تهويلالما يصيبهم من أليم العذاب.
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٩) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)﴾.
المفردات
﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ﴾: الخداع: أَن تظهر لغيرك خلاف ما تخفيه له من الشر ليحسن الظن بك، ولما كان المولى سبحانه، لا يخفى عليه سرهم ونجواهم، فلذا يكون الخداع هنا بحسب زعمهم؛ جهلًا منهم.
﴿وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾: أي وما يعو د ضرر خداعهم إلا عليهم.