والشهوات: جمع شهوة وهي: توقان النفس إلى الشيء.
وفي تسميته المشتهيات بهذا الاسم فائدتان:
إحداهما: أنه جعل الأعيان التي ذكرها شهوات، مبالغة في كونها مشتهاة، محروصا على الاستمتاع بها.
وثانيهما: أن الشهوة صفة مسترذلة عند الحكماء، مذموم من اتبعها، شاهدة على نفسه بالبهيمية. فكان المقصود من ذكر هذا اللفظ التنفير عنها.
ولقد عدد الله هنا سبعة أنواع من المشتهيات إذ قال: (مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ).
والمراد من النساء ما يشمل الإماء، وقدَّمهن على الكل، لأن التمتع بهن أكثر، والاستئناس بهن أتم.
(وَالْبَنِينَ):
أي الأولاد الذكور. وخصهم لأن حب الولد الذكر، أكثر من حب الأنثى. ووجه التمتع بهم: السرور والتكاثر بهم، إذ هم المعدون للدفاع.
وثنى البنين، لأنهم من ثمرات النساء.
وقيل: المراد بالبنين الأولاد مطلقا. والتذكير للتغليب.
(وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ):
القناطير جمع قنطار، ويطلق أحيانا على المال الكثير بغير عدد، وهو المراد هنا. كما أخرجه ابن جرير عن الضَّحَّاك.
وقد يستعمل في مقدار كثير معين من المال. كما أخرجه أحمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - ﷺ -:
"القنطار اثنا عشر ألف أُوقية" كما يستعمل في وزن محدود، وهو مائة رطل. ففي القاموس: القنطار مائة رطل من ذهب أو فضة.
ووصف القناطير بالمقنطرة، للمبالغة.. فمن عادة العرب: أن يصفوا الشيء بما يشتق منه للمبالغة، كظل ظليل.


الصفحة التالية
Icon