وقيل معناه: المحصَّنة. من قَنْطَرتُ الشيء. إذا عقدته وأحكمته. وإنما كان الذهب والفضة محبوبين، لأنهما سبب للحصول على كل محبوب.
(وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ):
المسوَّمة: بمعنى الراعية. ووصفت الخيل بذلك، لأنها إذا رعت ازدادت حسنا. وقيلَ: المسومة، بمعنى المطهمة الحسان. مأخوذة من السيما وهي الحسن. أو هي المعلمة ذات الغرة والتحجيل. من السمة وهي العلامة.
(وَالْأَنْعَامِ):
هي: الإبل والبقر والغنم والمعز.
(وَالْحَرْثِ):
أي الزرع من حبوب وبقل وتمر.
(ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا):
الإشارة إلى ما ذكر من الأصناف التي زُيَّن للناس حبها. والمتاع: ما يتمتع به في الدنيا زمنًا قليلا، لأن الآجال مهما طالت فهي قصيرة.
(وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ):
المآب: المرجع، وإضافة حسن إلى المآب من إضافة الصفة إلى موصوفها، أي المآب الحسن وهو الجنة.
وليس المراد من الآية الكريمة الصرف عن التمتع بزينة الحياة الدنيا، فإن التمتع بها حلال، كما قال - تعالى - في سورة الأعراف: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (١) أي خالصة من العقاب عليها يوم القيامة.
ولكن المراد: ألا يشتغل المؤمنون بها عن الله تعالى، ولا يغتَرُّوا بمفاتنها، وأن يجعلوها وسيلة لحسن المآب، بصرفها في طاعة الله ومرضاته، إلى جانب تمتعهم الحلال بها.