عليم بأحوالهم، فلا تخفى عليه أعمالهم، فيجزي من أسلم بإسلامه، ويعاقب من تولى وأعرض بتوليه وإعراضه.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٢)﴾
المفردات:
(يَأمُرُونَ بِالْقِسْطِ): القسط، العدل.
(فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ): التبشير هنا، بمعنى الإنذار. استعمل فيه، على سبيل التهكم.
(حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ): بطلت أعمالهم الحسنة، فضاع ثوابها.
التفسير
٢١ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾:
بعد ما توعد الله الكافرين بسرعة الحساب وأليم العقاب. وبعد أن بين لرسوله أنه ليس عليه سوى البلاغ، فإن أسلموا قُبل منهم، وإن أعرضوا أعرض عنهم وترك محاجتهم وأسلم وجهه مع من تبعه إلى ربه - أتبع ذلك بيان العقوبة التي يستحقها الكافرون بآيات الله، القاتلون للأنبياء ولمن يأمر بالعدل من الناس.
المعنى: المراد من الذين يكفرون بآيات الله، كل من جحد براهينه تعالى، وحججه، فلم يؤمن بما أنزله على رسله. ويدخل فيهم: أهل الكتاب المعاصرون للنبي من اليهود والنصارى، الذين كفروا بما أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفهم بأنهم قتلوا


الصفحة التالية
Icon