فالناس الذين هم وقودها، هم الكفار، والحجارة حجارة الأصنام التي كانوا يعبدونها: تجعل وقودا للنار معهم، إهانةً لهم ولِمَا كانوا يعبدون.
والآية تبدى مِنَ التحذير، ما لا يستطيع عاقل تجاهله. وفيها دليل على أن النار مخلوقة
موجوده، من قبل نزولها.
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥)﴾
المفردات:
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: التبشير يطلق غالبا، على الإِخبار بالخبر السار. وقد يُطلق مجازًا يحزن كقوله: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (١)﴾ والمراد هنا الأول.
﴿كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾: أَي كلما رزق أهل الجنة شيئًا من ثمارها، يقولون: هذا هو الذي وُعِدنا من قبل في الدنيا أن نرزقه في الآخرة، أَو هذا الذي رزقناه في الدنيا، لكونه مشابها له، حتى إذا تذوقوه أدركوا الفرق بين ثمار الدارَين.
﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾: أي مُنحوا ثمر الجنة، يشبه بعضه بعضا في الشكل، مع اختلاف الطعم، أو متشابها مع ثمار الدنيا. شكلا ليأْنسوا به، لكنه يفوقه طعما ومذاقا.
﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾: أي زوجات مبرأَة من الدنس والعيب.