﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩)﴾
التفسير
٣٨ - ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا... ﴾: الآية.
كرر الأمر بالهبوط، إيذانا بأنه محتوم لا بد منه، وأن قبول التوبة لا يدفعه؛ ولأن الهبوط
الأول مشوب با لعقاب، وإسكان دار البلاء، والعداوة وعدم الخلود، والثاني مشوب بالرحمة بإيتاء الهدى المؤدي إلى النجاة.
﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِّنِّي هُدًى﴾: شرط، جوابه جملة الشرط الثاني، وهي. قوله: ﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ والمرادمن قوله: (هُدَايَ) كتُبُ الله وآياته ورسُله.
والمعنى: فمن تبع هداى: أي بالإيمان والقول مع العمل الصالح، فلا خوف عليهم- في المستقبل- من لحوق مكروه، ولاهم يحزنون على فوت مطلوب، بل يستمرون على السرور والابتهاج.
٣٩ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾:
هذ. الآية معطوفة على قوله: ﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ﴾ كأَنه قيل: ومن لم يتبع هداى بل كفر باللهِ وكذب بآياته القرآنية والكونية....
وقوله: ﴿أولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ بيان لجزاء من كفر باللهِ وكذب بآياته.
ومعنى أصحاب النار: أهلها ومستحقوها ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾: لا يخرجون منها- والجمع فيما تقدم باعتبار ذرية آدم وحواءَ.