﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي﴾ أعطكم ثوابى الذي عاهدتكم عليه وافيًا. والعهد: الوصية. والوعد: المَؤثِق.
﴿فَارْهَبُونِ﴾: فخافون.
التفسير
٤٠ - ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ... ﴾ الآية.
بعد أن عدد الله نعمه العامة في الآيات السابقة، شرع يبين نعمه الخاصة ببنى إسرائيل، وهم أكثر الأُمم نعمة وأشدهم عصيانًا وكفرًا، مع أَنهم أهل كتاب، وكانت الطاعة أجدر بهم.
وإسرائيل: لقب يعقوب -عليه السلام-وهى كلمة عبرية، مركبة من جزءين: اسرا، ومعناها: عهد، أو صفوةْ، وإيل معناها: الله.
﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾ أي تذكروها بالشكر، ولا تكفروها بالمعاصي.
وستجد- بعد هذه الآية- ألوانا من الخطاب لبنى إسرائيل، تذكيبرًا بنعم الله عليهم مجملة أو مفصلة، وتوبيخا لهم على آثام ارتكبوها.
والخطاب- في كل ذلك- موجه إِلى المعاصرين منهم للنبى صلى الله عليه وسلم، مع أن بعض هذه النعم كانت على آبائهم، كالانجاء من الغرق، واغراق فرعون وجنوده، وبعض هذه المعاصى كانت من هؤُلاءَ الآباء أيضًا، كاتخاذ عجل السامري إِلها- لهم وقولهم لموسى سمعنا وعصينا.
وإنما ذُكِّر المعاصرون منهم بنعم الآباءِ، لأن أثرها واصل إليهم، وفضلها عائد عليهم.
وانما وبخوا على معاصيهم، لأنهم يعتزون بالانتساب إليهم. ومن اعتز بآثم فهو آثم مثله.
فكأنما فعل فِعْلَهُ، ولأن عار إِثم الآباءِ يلحق الذرية، ما داموا على سنتهم في الضلال.
فكأنهم فيه شركاء، ولأن المراد من نحو قوله تعالى ص للمعاصرين: ﴿... ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ... ﴾ (١)
بيان أن ارتكاب الكبائر أَمر كامن في جنسهم، فلا غرابة فى كفرهم بما جاءهم