﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: أي والحال أنكم عالمون بالحق، وليس لكم عذر بالجهل. وما أَقبح صدور الذنب ممن يزتكبه وهو عالم!
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)﴾
المفردات:
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾: اجعلوها قائمة باستكمال متطلباتها.
﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾: أعطوها لمستضيها.
﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾: صلُّوا في جماعة.
التفسير
٤٣ - ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)﴾:
بعد أن دعاهم الله إِلى الإيمان بما أنزل على محمد، أمرهم بالأعمال الصالحة، فإن الإيمان كالأَساس، والعمل الصالح كالبناء عليه.
وذكر في الآدة عملين من الأعمال الصالحة:
أولهما: الصلاة؛ وهي عنوان العبادة البدنية، ومعراج الأرواح للمناجين ربهم.
وهي عماد الدين.
والثاني: الزكاة؛ وهن العبادة المالية، وهي أَثر من أجل آثار الإيمان، تعالج مرض الشح والبخل في النفس، وتعتبر من أهم عوامل الإصلاح الاجتماعى، وعنوان الشفقة من أَغنياء المؤْمنين على إخوانهم الفقراء والمساكين. واقتصر عليهما لأهميتهما بين أركان الإسلام.
و"أل" في (الصَّلَاة) و (الزَّكاَة) للعهد. والمعهود صلاة المسلمين وزكاتهم. أمرالله بهما اليهود- بعد أمرهم بالإيمان وعدم كتمان الحق- ليجمعوا بين الإيمان والعمل الصالح.
﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ أي صلوا مع المصلين جماعة، فإنها تفضل صلاة الفذ بسبع وعشربن درجة، لِماَ فيها من اجتماع النفوس وتآلف القلوب.


الصفحة التالية
Icon