(كَتَبَ اللَّهُ) أَي: أَثبته وأَوجبه.
(أَوْ عَشِيرَتَهُمْ): العشيرة هي: القبيلة ولا واحد لها من لفظها، والجمع: عشرات وعشائر أهـ. مصباح.
التفسير:
٢٠ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠)﴾:
استئناف مسوق لتعليل ما قلبه من خسران حزب الشيطان، والتعبير بالموصول ذَمًّا لهم بما في حيز الصِّلة وإِشعارا بعلية الحكم.
والمعنى: أُولئك الموصوفون بما ذكر من التولي والموادة للقوم المغضوب عليهم هم في جملة من جعله الله أَذل خلقه من الأَولين والآخرين؛ لأَن ذلة أَحد المتخاصمين على مقدار عزة الآخر. وحيث كانت عِزَّة الله غير متناهية كانت ذلة من يحاده كذلك.
٢١ - ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)﴾:
استئناف وارد لتعليل كونهم في الأَذلين.
والمعنى: قضى الله وأَثبت في اللوح المحفوظ، حيث جري (كَتَبَ اللَّهُ) مجرى القسم أُجيب عنه بما أُجيب به القسم فقيل: (لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) أَي: بالحجة والعَدَد والعُدَّة، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ (١٧٣)﴾ (١) ويكفي في الغلبة تحققها للرسل - عليهم - السلام - في أَزمنتهم غالبا، فقد أَهلك الله الكثير من أَعدائهم بأَنواع العذاب كقوم نوح وقوم صالح وقوم لوط وغيرهم. وبذلك تحققت الغلبة لرسله، كما تحققت للرسول ﷺ لأَن العاقبة كانت له بعد حرب استمرت بينه وبين أَعدائه، وكذا لأَتباع الرسل وبعدهم وذلك إِذا كان جهادهم أَعداءِ الدين على نحو جهاد الرسل لهم بأَن يكون خالصا لوجه الله - عزَّ وجلَّ - لا لطلب ملك وسلطنه، وأَغراض دنيوية. ولن تجد مجاهدا كذلك إلاَّ منصورا غالبا. وخص بعضهم

(١) سورة الصافات، الآيات ١٧١ - ١٧٣.


الصفحة التالية
Icon